رغوة على شارع (( حب الوطن ))

أحب وطني.. نعم.. أحبه! وأفرح عندما تمر ذكرى استقلاله وتحريره لكن طريقة احتفالي واحتفائي بالاستقلال والتحرير هي من نوع آخر! واعتقد ان هناك الكثيرين مثلي الذين يحتفلون بهذه الطريقة! ذلكم أني أرى الوطن يستحق أكثر من يوم لكي نتذكره.
حب الوطن ـ بالنسبة لي ـ فعل أكثر منه قولا.. عمل وليس شعارا.. بناء وليس ادعاء.. حب الوطن ليس مجرد تعليق الاعلام والصور الوطنية على السيارات والخروج في مسيرة و.. فقط! الاحتفال بيوم الوطن لا يكون بـ «رش» رغوة على المارة أو على السيارات التي بجانبي.. حب الوطن يتجاوز هذا كله.
إن المعلم الذي يقف في فصل في مدرسة ابتدائية ويؤدي عمله في بناء الجيل بكل همة واخلاص ويراقب الله في ذلك ولا ينتظر شكراً من أحد.. فهذا يحب وطنه!
ان الموظف الذي يساعد «جميع» المراجعين، ولا يمارس الانتقائية في ذلك. ولا يستغل الوظيفة فيما يغضب الله.. فهذا يحب وطنه! ان الشخص الذي يزرع التفاؤل في البلد، ويزرع الابتسامة، وينشر الأمل أينما ذهب، ويجدد الثقة بهذا البلد الطيب وأهله.. فهذا يحب وطنه! ان الذي ينشأ اسرة مستقرة صالحة واعية تعرف حقوقها وواجباتها.. شخص يحب وطنه! ان الذي يحافظ على البلد وممتلكاته، ويحترم القوانين، ويحب الآخرين.. هو شخص يعشق وطنه!
إنني أجد الأمر فعلا مثيرا للسخرية عندما ترى البعض يخالف كل قوانين المرور ويؤذون الناس، ويحطمون الممتلكات العامة بدعوى الاحتفال بذكرى الاستقلال والتحرير!! انه لمن المثير للشفقة ان نحتفل بالوطن ونحن نجرحه باهمالنا في أعمالنا ودراستنا وفي شوارعنا ووزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية والأهلية!
حب الوطن عند بعض الناس كالرغوة.. له انتفاشة، لكن سرعان ما يذوب ويتلاشى وأنا لا أنوي أن أحب وطني هكذا!